دخل برشلونة ملعب سانتياغو برنابيو بهدف انتزاع صدارة الدوري الإسباني، لكنه غادر متخلفًا بفارق 5 نقاط عن ريال مدريد في جدول الترتيب بعد الهزيمة 2-1 أمام الفريق الأبيض. ورغم محاولاته الجادة، فإن فريق هانسي فليك لم يُظهر أبدًا أنه قادر على تحقيق الفوز، وذلك لأسباب عدّة من أبرزها:
لامين وفيران، بعيدَين عن أفضل مستوياتهما
عقد برشلونة آماله على تألق اللاعب صاحب القميص رقم 10 لخطف الفوز من البرنابيو، لكن لامين، الذي كان محور الجدل في الأيام السابقة بسبب تصريحاته، وخاض ثالث مباراة له بعد التعافي من إصابة العانة، أثبت أنه ما زال بعيدًا عن مستواه المعهود. لم يتمكن من تجاوز كارّيراس، وظهر عليه أنه لا يزال متأثرًا بالإصابة. الحال ذاته مع فيران توريس، وإن كان ذلك مفهومًا أكثر نظرًا لأنه عاد مباشرة من الإصابة في هذه المباراة بعد غيابه التام عن لقاء أولمبياكوس. ميليتاو تفوق عليه في جميع المواجهات، وفي فرصته الوحيدة سدد كرة ضعيفة جدًا.
الإصابات كانت حاسمة
لم يتأثر الفريق فقط على مستوى التشكيلة الأساسية، بل أيضًا بسبب الغيابات السبع التي دخل بها برشلونة إلى البرنابيو، والتي كان لها أثر واضح في مجريات اللقاء. غاب كل من ليفاندوفسكي ورافينيا، الهدافان الأبرز للفريق في الموسم الماضي، ما أثر بشكل ملحوظ ليس فقط في الجانب التهديفي، بل أيضًا في الخبرة التي يقدمانها في مثل هذه المواجهات الكبرى، خصوصًا رافينيا في الضغط العالي. وبسبب كثرة الغيابات، اضطر فليك إلى الاستعانة بعدة لاعبين من الأكاديمية لإكمال القائمة. كما أن فليك، الذي تابع المباراة من المدرجات تاركًا القيادة لمساعده سورغ، لم ينجح في إدارة التبديلات كما يجب.
وسط الميدان، تحت السيطرة المدريدية
اختار تشابي ألونسو اللعب بأربعة لاعبين في الوسط (تشواميني، كامافينغا، غولر، وبيلينغهام)، ونجح بذلك في فرض تفوق عددي وسيطرة واضحة في تلك المنطقة. وبسبب ضعف الضغط الأولي من لاعبي برشلونة، تمكن ريال مدريد من الوصول بسهولة إلى منطقة جزاء الخصم. حاول بيدري السيطرة على الكرة في عدة فترات من اللقاء، لكن استحواذ برشلونة لم يكن يدوم طويلًا.
مؤشر مقلق: تشيزني الأفضل في برشلونة
حين يكون حارس المرمى أفضل لاعب في الفريق، كما كان الحال مع تشيزني في هذه المباراة، فذلك يعني أن الفريق لم يكن في المستوى المطلوب. الحارس البولندي أنقذ برشلونة من خسارة ثقيلة في البرنابيو، بعدما تصدى لركلة جزاء من مبابي، وأوقف أيضًا تسديدات خطيرة من بيلينغهام وفينيسيوس وهويسن. لكن غابت الروح القتالية لدى بقية اللاعبين في مباراة تتطلب أعلى درجات التركيز والحماس.
التعادل لم يدم سوى خمس دقائق
بعد أن نجا برشلونة من البداية القوية لريال مدريد ونجح في معادلة النتيجة عبر فيرمين في الدقيقة 38، كاد اللاعب نفسه أن يمنح فريقه التقدم برأسية خطيرة أبعدها هويسن من على خط المرمى. إلا أن بيلينغهام أعاد التقدم لريال مدريد قبل نهاية الشوط الأول، كاشفًا عن افتقاد برشلونة للخبرة في إدارة لحظات المباراة. وفي الشوط الثاني، ورغم تراجع أداء ريال مدريد ونجاح الحارس تشيزني في التصدي لركلة جزاء من مبابي، لم يستغل برشلونة الفرص المتاحة عبر كوندي، الذي انفرد بكورتوا لكنه فشل في السيطرة على تمريرة لامين، وكذلك فيران الذي لم يصل في الوقت المناسب لتمريرة أخرى من لامين.
