
شكلت عودة برشلونة أمام سيلتا فيغو، والتي انتهت بفوز درامي بنتيجة 4-3 في الدقائق الأخيرة، أكثر من مجرد انتصار وثلاث نقاط. فرغم الأجواء الاحتفالية بالحفاظ على صدارة الدوري الإسباني، شهدت غرفة الملابس حالة من التوتر المتصاعد، بسبب طريقة تعامل المدرب هانسي فليك مع التبديلات، الأمر الذي أثار استياء عدد من اللاعبين وطرح إشارات مقلقة داخل الفريق.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، لم يكن فاتي وتوريس وحدهما من عبّرا عن انزعاجهما. فقد أظهر هيكتور فورت، الظهير الأيمن الشاب والبديل المعتاد لجول كوندي، امتعاضه هو الآخر بعد عدم مشاركته. وبعد نهاية اللقاء، تجنب فورت مصافحة فليك في لفتة فُهمت على أنها احتجاج غير مباشر. وقد أفاد شهود عيان أن المدرب حاول تهدئته بالكلام، إلا أن فورت لم يُخفِ ضيقه.
وضع هيكتور فورت ليس جديدًا. فرغم تعدد الإصابات في الخط الخلفي، لم يشارك اللاعب الشاب سوى في 480 دقيقة من أصل 4590 ممكنة هذا الموسم. ظهر في 15 مباراة فقط، من بينها 27 دقيقة محدودة في دوري أبطال أوروبا، كما غاب عن آخر ست مباريات في الليغا. وعلى الرغم من التزامه وتقديمه أداءً جيدًا في التدريبات، لم يحصل على فرص حقيقية تؤكد ثقة المدرب به.
أسلوب هانسي فليك في إدارة الفريق بدأ يُثير بعض التساؤلات. فالمدرب يعتمد على تشكيلة أساسية واضحة المعالم، ويبدو مترددًا في إجراء تغييرات إلا في حالات الضرورة. ورغم أن النتائج حتى الآن تبرّر خياراته، إلا أن محدودية الدقائق الممنوحة لعدد من اللاعبين قد تتسبب في ظهور توتر داخلي، ما لم يُحسن التعامل مع الأمر إداريًا.
برشلونة يمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين، من ضمنهم مواهب شابة بحاجة للثقة والاستمرارية. وإذا لم يشعروا بأنهم جزء حقيقي من المشروع الرياضي، فقد يتصاعد الاستياء تدريجيًا.
رغم ثقة إدارة النادي في مشروع فليك، إلا أن ما حدث عقب مباراة سيلتا فيغو يُظهر أن التعامل العاطفي مع المجموعة سيكون عنصرًا حاسمًا في المرحلة المقبلة. النتيجة كانت إيجابية، لكن تصرفات فيران، أنسو، وفورت تحمل دلالات واضحة: الهدوء الظاهري في برشلونة يخفي توترات متنامية في الداخل.