
في الذكرى الحادية عشرة لتتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا في لشبونة يوم 24 مايو 2014، ودّع لوكا مودريتش ملعب سانتياغو برنابيو. جاء هذا الوداع بعد 13 موسمًا قضاها اللاعب الكرواتي مع الميرينغي، حيث يسعى لإنهاء مسيرته بالتتويج بكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة هذا الصيف. مودريتش، الذي قدّم تمريرة حاسمة لهدف سيرجيو راموس التاريخي، أعلن عن رحيله عبر إنستغرام، معبرًا عن أمنيته في البقاء لموسم إضافي في العاصمة الإسبانية.
جماهير البرنابيو، التي تعرف مدى أهمية لوكا، أعدّت وداعًا استثنائيًا للنجم رقم 10. ولم يكن وحده من ودّع، بل شاركه المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي سيتولى مهمة تدريب منتخب البرازيل اعتبارًا من 26 مايو. أنشيلوتي لن يكون جزءًا من كأس العالم للأندية، حيث من المتوقع أن يُعلن عن خليفته، تشابي ألونسو، خلال الأيام المقبلة. تشابي، الذي كان زميلًا لمودريتش في ريال مدريد، ساهم في بناء إرث النادي الأكثر تتويجًا في العصر الحديث.
في الملعب، الذي زُيّن بلافتات شكر، سارت الأمور بشكل طبيعي حتى لحظة دخول مودريتش. الجماهير وقفت لتحييه بتصفيق حار تواصل طوال اللقاء، خاصة بعد إعلان اسمه كآخر لاعب في التشكيلة. ومع كل لمسة للكرة، ساد شعور خاص، حيث تأثّر الجميع من كبار وصغار وحتى السياح، ما جعل أجواء الملعب مليئة بالحزن والحنين.
وداع مودريتش بأسلوب مميز
خلال المباراة، بدا وداع مودريتش مشابهًا لوداع توني كروس قبل عام. حين تم استبدال كروس، توقفت المباراة ليعطي الجميع تحيةً له تليق بإرثه. ومن اللحظات العاطفية كانت لحظة استقبال كروس لمودريتش، حيث شكلت صورة تجمعهما واحدة من أبرز مشاهد الموسم.
بالرغم من تألق كيليان مبابي وظهور فالفيردي بشخصية قيادية، إلا أن الرقم 10 كان الأكثر حضورًا في المدرجات، حيث ارتداه المشجعون في وداع مودريتش. اللاعب، الذي اقترب من الأربعين، تأثر بشدة وهو يدخل الملعب للمرة الأخيرة في البرنابيو، وتم استبداله وسط تصفيق حار.
في نهاية اللقاء، تزينت المدرجات باللافتات التي تعبر عن حب الجماهير لمودريتش، حيث كان شعورهم واضحًا بمدى تأثيره في تاريخ النادي.