
وصف العديدون النهائي الأخير بأنه “نهائي الـ100 مليون جنيه إسترليني”، لكن هل هذا التوصيف دقيق حقًا؟ خسارة مانشستر يونايتد لنهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام قد تُكلفه أكثر بكثير من هذا الرقم، في حين قد تفتح لتوتنهام آفاقًا مالية كبيرة في المستقبل القريب، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل”.
تداعيات الهزيمة لن تقتصر على خسارة اللقب فحسب، بل ستؤثر أيضًا على عوائد النادي من جوانب متعددة مثل سوق الانتقالات وجذب اللاعبين. المدير الفني روبن أموريم أكد أن النادي لديه خطط بديلة للموسم تعتمد على التأهل لدوري الأبطال أو عدمه، مما يؤكد صعوبة الوضع لنادٍ بحجم مانشستر يونايتد.
بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، انخفضت قيمة أسهم مانشستر يونايتد بنسبة 7% بعد الهزيمة، مما يشير لخسائر كبيرة تقدر بـ160 مليون جنيه إسترليني، مما يزيد من القلق حول مستقبل النادي المالي الذي يعاني بالفعل من خسائر تجاوزت 370 مليون جنيه على مدار خمس سنوات.
منذ توليه إدارة النادي، بدأ السير جيم راتكليف في تنفيذ برنامج تقشف أدّى إلى تسريح 250 موظفًا، حيث يُهدد نحو 200 موظف آخر بفقدان وظائفهم، مما تسبب في حالة من الاستياء بين العاملين خاصةً بعد تلقي راتكليف صيحات استهجان أثناء عرضه لمباراة النهائي داخل النادي.
كنز دوري الأبطال المفقود
من الناحية المالية، حرمت خسارة النهائي مانشستر يونايتد من جوائز مباشرة وعائدات دوري الأبطال. الفارق في الجوائز المالية بين البطل والوصيف يعادل 5.05 ملايين جنيه، بالإضافة لفقدان فرصة التأهل إلى السوبر الأوروبي الذي يُدرّ ما لا يقل عن 3.4 ملايين جنيه.
غياب يونايتد عن دوري الأبطال قد يكلفه ما يزيد عن 100 مليون جنيه، حيث أن التأهل لدور المجموعات وحده يضمن 15.7 مليون جنيه دون احتساب النتائج، مع مكافآت مالية متزايدة حسب تقدم الفريق في الأدوار.
متوسط دخل مانشستر يونايتد من المباريات يظهر إمكانية تحقيقه بين 24 و48 مليون جنيه في حال الوصول لدوري الأبطال. بينما توتنهام يمكن أن يحقق ما بين 19.6 و39.2 مليون جنيه بناءً على متوسط دخله.
علاوةً على ذلك، العقود التجارية، مثل عقد مانشستر يونايتد مع أديداس، تتضمن غرامة تصل إلى 10 ملايين جنيه في حال عدم التأهل لدوري الأبطال، مما يزيد من وطأة الخسائر هذا الموسم.
لو تحقق السيناريو المثالي بفوز مانشستر يونايتد بالبطولة، لكان بإمكانه تحقيق دخلاً يصل إلى 166.15 مليون جنيه. بينما توتنهام، بفضل الفوز بلقب الدوري الأوروبي، حصل على 10.95 ملايين وقد تصل أرباحه المحتملة في دوري الأبطال إلى 148.6 مليون جنيه.
حتى السيناريوهات المتحفظة تشير إلى أن خسارة مانشستر يونايتد كلفته عشرات الملايين، في حين ضم توتنهام مكاسب ضخمة. في أسوأ الحالات، لو خرج يونايتد من دور المجموعات، لكان قد حقق أكثر من 58 مليون جنيه.
في سيناريو أكثر واقعية، مثل ما حققه أستون فيلا، كانت العائدات ستصل إلى 104.5 millions جنيه، مما يُعطي معنى حقيقيًا لوصف “نهائي الـ100 مليون”.
كل ذلك دون احتساب المكافآت المستقبلية، مثل كأس العالم للأندية، وتأثير العقوبات داخل عقود اللاعبين. على سبيل المثال، كاسيميرو قد يخسر زيادة سنوية تُقدر بـ125 ألف جنيه أسبوعيًا، مما يضاعف من النتائج السلبية.
باختصار، مانشستر يونايتد لم يخسر مجرد مباراة، بل خسر فرصة ذهبية لاستعادة مكانته وزيادة مداخيله، بينما فتح فوز توتنهام الباب أمام آمال وعوائد مالية مستقبلية واسعة.