ما هو القاسم المشترك بين إميليانو بوينديا وجواو نيفيس ومورغان روجرز؟ سجل الثلاثة ركلات حرة شبه مثالية في الأسابيع الأخيرة، مما جعل حراس المرمى المنافسين يبدون وكأنهم عالقون في مكانهم. قام جواو نيفيس بذلك في فوز البرتغال 9-1 على أرمينيا، بينما سجل بوينديا وروجرز أهدافًا مشابهة مع أستون فيلا في انتصارات الدوري الإنجليزي الممتاز ضد بورنموث (4-0) وليدز يونايتد (2-1).
وكان أوستن ماكفي، مبتسمًا على خط التماس، حلقة الوصل بينهم جميعًا. مكفي، العقل المدبر وراء كل هدف، هو مدرب الركلات الثابتة في أستون فيلا والمساعد في الجهاز الفني لمنتخب البرتغال بقيادة روبيرتو مارتينيز. تحت إشرافه، طور بوينديا وروجرز تقنية التسديد الدوار من أعلى، التي تبدو مستحيلة على حراس المرمى عند تنفيذها بشكل صحيح. كما عمل مكفي مع نيفيس وبقية لاعبي المنتخب البرتغالي.
تراكمان: التكنولوجيا التي تغيّر اللعبة
إلى جانب مكفي، يُعتبر جهاز “تراكمان” أحد أبرز العوامل المؤثرة، وهو مليء بالبيانات التي تُغير مجرى اللعبة وغالبًا ما يُرى في ملاعب التدريب في بطولات الجولف الاحترافية. يوفر هذا الجهاز البرتقالي الزاهي ملاحظات فورية تساعد على قياس جميع تفاصيل التسديد بدقة، مما أحدث ثورة في تدريب الركلات الحرة.
- في سبتمبر، سجّل أليكس غريمالدو، ظهير باير ليفركوزن، ثلاث ركلات حرة مباشرة في مباراتين متتاليتين واحتفل بحركة “ضربة جولف”، في إشارة لاستخدام “تراكمان”.
- أستون فيلا كانت أول نادٍ إنجليزي يستخدم هذه التقنية بناءً على توصية مكفي، وسجّل بوينديا وروجرز أهدافًا متتالية بالدوري الإنجليزي الممتاز.
- مع إضافة نيفيس، أصبح اللاعبون المدربون عبر “تراكمان” يبرزون بشكل واضح في الملاعب.
يتيح “تراكمان” للاعبين مراقبة سرعة الكرة، معدل دورانها، والمسافة، ما يمنحهم الثقة لتكرار التقنية في المباريات. كما أنشأ النادي “جدارًا دفاعيًا” في مدينته الرياضية لمحاكاة المدافعين الحقيقيين، بارتفاع 2.4 متر، لمساعدة اللاعبين على تحسين تمرين الركلات الحرة.

التكتيك الجماعي والإبداع في الركلات الثابتة
نجاح الركلات الحرة يعتمد على براعة اللاعب الفردية والتنسيق الجماعي. أستون فيلا تضيف لاعبين إلى الحائط الدفاعي لحجب رؤية حارس المرمى، مما يزيد من احتمالية التسجيل.
يدعم المدرب أوناي إيمري ثقافة الكرات الثابتة في النادي، ويستخدمون أدوات الواقع الافتراضي لتحسين تمركز اللاعبين. في الموسمين الأخيرين، سجل أستون فيلا أكبر عدد من أهداف الركلات الثابتة في أوروبا، وعادلوا رقمًا قياسيًا بالدوري الإنجليزي بتسجيل ثلاثة أهداف من ركلات ثابتة في مباراة واحدة ضد بورنموث.
وفي البرتغال، سجل الفريق أربعة أهداف من الركلات الثابتة ضد أرمينيا، وأشاد المدير الفني روبيرتو مارتينيز بإبداع مكفي، مؤكدًا أهمية عمله في تطوير الفريق.
مارتينيز يستخدم “تراكمان” منذ عام 2019، ويُعتبر مكفي المستخدم الأكثر كفاءة له، مما يعزز تحضير الفريق بشكل كبير. وحتى حراس المرمى يستخدمون “تراكمان” للتحضير، مع التركيز على توزيع الكرة ومراقبة تحركاتها.
من خلال التدريب المكثف والابتكار، اكتسب اللاعبون مثل نيفيس الثقة لتنفيذ الركلات الحرة بفعالية، ما ساعدهم في تسجيل أهداف حاسمة للفرق الوطنية والأندية. يعكس تركيز الأندية على الهجوم والإبداع وزيادة عدد الأهداف تطور اللعبة، مما يجعل التكنولوجيا الحديثة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التدريب.
