
كيليان مبابي: رحلة القمة في ريال مدريد
في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، شهد ملعب سانتياغو برنابيو لحظة لا تُنسى، حين وقف أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية أمام الآلاف من الجماهير البيضاء، وسط تصفيق وهتاف لم ينقطع. لم تكن مجرد توقيع جديد، بل كانت لحظة نهاية لدراما كروية امتدت لسنوات، وترقب عاشه عشاق اللعبة حول العالم.
مرّت الشهور، وتحوّلت التوقعات إلى واقع، ثم إلى أرقام مذهلة، جعلت من هذا النجم حديث الصحافة والإعلام الرياضي في كل مكان. لكن رغم كل الأضواء، اختار اللاعب أن يُرسل رسالة صامتة، لم تحمل وعودًا، بل امتلأت بالامتنان.
لمزيد من أخبار ريال مدريد، اضغط هنا
أسرار صفقة مميزة في 2024
الصفقة التي نفذت دون مقابل مادي، كانت محط اهتمام كبريات الأندية الأوروبية. عقده مع ناديه السابق كان قد شارف على الانتهاء، ووسط ضجيج المفاوضات، قرر اللاعب أن يصنع قراره بنفسه، بعيدًا عن الضغط الإعلامي.
وعندما أعلن النادي الملكي انضمامه، بدأت صفحة جديدة، لم يكن متوقعًا أن تبدأ بهذه القوة. موسمه الأول كان استثنائيًا بكل المقاييس، وجعل من النجم الفرنسي حديث الشارع المدريدي والعالمي.
المثير أن كل هذه الأحداث جاءت بعد سنوات من الشد والجذب بين الأندية، ومحاولات لم تكتمل. ومع ذلك، فإن توقيت الصفقة المجانية جعلها من الأذكى في تاريخ الانتقالات.
أما الجمهور، فكان في الموعد. ومنذ اللحظة الأولى، بادله الحب والدعم غير المشروط، ما جعله يندمج بسرعة مذهلة داخل منظومة الفريق.
هل يستحق لقب هداف الموسم؟
بـ43 هدفًا في أول موسم له، تصدّر قائمة الهدافين، وتفوق على أسماء لها تاريخ طويل مع النادي. ولم تكن أهدافه مجرد أرقام، بل حسمت مباريات، وصنعت الفارق في لحظات صعبة.
محللو كرة القدم أشادوا بقدرته على التكيف، فيما أرجع البعض تفوقه إلى العمل الجماعي ودور الجهاز الفني في توظيفه بشكل مثالي داخل الملعب.
اللافت أنه لم يطلب الشارة، ولم يسعَ إلى القيادة، بل ترك لأداءه أن يتحدث عنه. وهذا ما جعله محبوبًا داخل غرفة الملابس، كما أكدت تقارير صحفية مقربة من النادي.
لكن رغم كل النجاحات، يبقى تواضعه وهدوؤه خارج الميدان من أكثر الصفات التي تجذب الأنظار إليه، وتزيد من شعبيته بين الجماهير.
كلمات بسيطة.. لكنها من القلب
في منشور على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، اختار اللاعب أن يعبّر عن مشاعره بجملة قصيرة:
“منذ عام بالضبط… ممتن لكل الحب الذي منحتموني إياه منذ اليوم الأول. هلا مدريد.”
هذه الكلمات التي كتبها كيليان مبابي، جاءت في الذكرى السنوية لتقديمه كلاعب في ريال مدريد، وكأنها تجديد عهد بينه وبين جمهور سانتياغو برنابيو.
رسالة مبابي ليست فقط احتفاءً بالماضي، بل قد تكون بداية لمرحلة جديدة، يُتوقع أن تشهد أرقامًا أكبر وإنجازات أكثر. فهل يفعلها ويقود الملكي إلى مجد أوروبي جديد؟
الكل يترقب.. ولكن المؤكد أن مبابي أصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخ ريال مدريد المعاصر.