
ضرب سوء الحظ ريال مدريد بقوة في هذه المرحلة الأخيرة من الموسم. فبعد الإقصاء من دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال والخروج من كأس الملك أمام برشلونة، تلقى الفريق الملكي سلسلة إصابات جديدة شملت أنطونيو روديغر في قلب الدفاع، إلى جانب ألابا وميندي وكامافينغا، وجميعهم يشغلون مركز الظهير الأيسر. ولم يتبقَ للمدرب كارلو أنشيلوتي سوى فران غارسيا في هذا المركز، ما سيدفعه للاعتماد على لاعبي فريق الشباب لسد النقص، سواء في الأسابيع الأخيرة من الدوري الإسباني، حيث يسعى الميرينغي إلى “ريمونتادا” صعبة، أو في بطولة كأس العالم للأندية التي سيغيب عنها كل من ميندي وكامافينغا بشكل مؤكد، بينما من غير المرجح أن يلحق بها ألابا.
أول اسم يتبادر إلى ذهن إدارة النادي في فالديبيباس هو يوسف إنريكيز لخديم، المعروف بـ”يوسي” داخل أروقة المدينة الرياضية. يشغل اللاعب المغربي مركز الظهير الأيسر في فريق الكاستيا تحت قيادة راؤول غونزاليس، ويُعدّ من أبرز المواهب الصاعدة في أكاديمية النادي الملكي.
يوسي ليس غريباً عن أنشيلوتي، إذ رافق الفريق إلى قطر خلال كأس الإنتركونتيننتال في ديسمبر الماضي، وتم استدعاؤه مرتين للفريق الأول، في مباراة بالدوري وأخرى بدوري الأبطال. كما يشارك بانتظام في تدريبات الفريق الأول، وكان حاضراً في التدريبات هذا الثلاثاء، بعد الإعلان عن غياب ميندي لفترة قد تصل إلى 12 أسبوعاً.
صعود سريع داخل ريال مدريد واختيار مبكر لتمثيل المغرب
ولد يوسف الخديم في مدريد في أكتوبر 2005، والتحق بأكاديمية ريال مدريد عام 2017 ضمن فئة اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم عادة بين 12 و13 سنة. ومنذ ذلك الحين، شهدت مسيرته تصاعداً مذهلاً، حيث انتقل من فئة عمرية لأخرى حتى وصل الصيف الماضي إلى الكاستيا مباشرة من فريق الشباب الأول الخاص باللاعبين الذين تتراوح أعمارهم عادة بين 17 و18 دون المرور عبر الفريق الثاني لهذه الفئة. وقد أصر راؤول على ضمه لدعم الفريق في سعيه نحو الصعود، وهو ما لم يتحقق بعد، لكن يوسف الخديم بات لاعباً أساسياً لا غنى عنه، حيث شارك في جميع مباريات الكاستيا في دوري الدرجة الأولى الإسبانية، باستثناء مباراة واحدة، وخاض أكثر من 2600 دقيقة، سجل خلالها هدفاً وصنع أربعة أخرى.
لم تمر موهبة يوسف الخديم مرور الكرام على الاتحاد المغربي لكرة القدم، خصوصاً أن والدته مغربية. لعب مع الفئات السنية للمنتخب الإسباني حتى فئة أقل من 17 عاماً، ثم قرر تمثيل المغرب. ومنذ ذلك الحين، خاض خمس مباريات مع منتخب الشباب تحت 20 عاماً، وشارك في معسكر المنتخب الأول وهو بعمر 18 سنة فقط (حالياً يبلغ 19)، بالتزامن مع استدعاء إبراهيم دياز لأول مرة في مارس 2024.
اهتمام ألماني ومراقبة من أندية الليغا
الاهتمام الدولي بيوسف الخديم لم يقتصر على المغرب، فقد أبدت أندية ألمانية رغبتها في ضمه، وتواصلت بالفعل مع ريال مدريد لاستكشاف إمكانية التعاقد معه. لكن النادي، وكذلك اللاعب، لم يفكرا في الرحيل، خاصة بعد تجديد عقده في ديسمبر 2023 حتى صيف 2028. ورغم استمراره مع الكاستيا، فإن عدة أندية من الدرجة الأولى تراقبه عن كثب، من بينها خيتافي الذي أبدى اهتماماً في الصيف الماضي.
في فالديبيباس يشيرون إلى أن يوسف الخديم يجسّد تماماً هوية ريال مدريد في مركز الظهير الأيسر، بفضل نزعة هجومية واضحة وقدرته على المساهمة الفعّالة في الثلث الأخير من الملعب، وهي خصال يفتقدها الفريق حالياً مع ميندي وفران غارسيا.
تطور يوسي بدنياً في الفترة الأخيرة، لكن ما يميّزه فعلاً هو ذكاؤه في اتخاذ القرارات في المناطق الحاسمة ولمسته اليسرى الدقيقة التي تتيح له إرسال عرضيات مثالية. ورغم غياب مهاجم صريح في الكاستيا يقلل من حصيلة تمريراته الحاسمة، إلا أن راؤول يعتبره عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه.
ومن المرجّح جداً أن نراه ضمن قوائم الفريق الأول في المرحلة القادمة، تمهيداً للخطوة المنتظرة: الظهور الرسمي الأول بقميص ريال مدريد.