
لن يكون أمام برشلونة وقت طويل لتضميد جراحه. فبعد الإقصاء المؤلم أمام إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، يستعد الفريق لمباراة مصيرية جديدة، وهذه المرة في الدوري الإسباني، حيث يستضيف غريمه ريال مدريد على ملعب مونتجويك، الأحد المقبل، في “كلاسيكو” قد يحدد ملامح البطولة.
ويتصدر برشلونة جدول ترتيب الليغا بفارق 4 نقاط عن مطارده ريال مدريد، قبل 5 جولات فقط من النهاية.
ورغم الخروج الأوروبي، هناك عدة مؤشرات إيجابية تمنح برشلونة الأمل، لكنها لا تخلو من تحديات مقلقة قد تؤثر على الفريق في هذا الموعد الحاسم.
مؤشرات إيجابية تبعث على التفاؤل
1- شخصية اللاعبين
برشلونة أظهر مرة أخرى روحًا قتالية عالية ولم ينهر أمام الظروف الصعبة، بعدما وجد نفسه متأخرًا بهدفين، لكنه عاد في النتيجة بفضل أداء لاعبيه الذين تحلوا بشخصية قوية، وخاصة جيرارد مارتن وإريك غارسيا. كما كان لوجود لاعبين نشأوا في النادي أثر واضح، إلى جانب الأداء القوي من فرينكي دي يونغ.
2- لامين يامال.. نجم عالمي
النجم الشاب يواصل خطف الأنظار، وهو لا يزال في الـ17 من عمره. أمام أحد أفضل الفرق دفاعيًا في أوروبا، كان كابوسًا لديماركو وكارلوس أوغوستو، وحرمه الحارس سومر من تقديم عرض أكثر سطوعًا. يامال بات أبرز مرشح للفوز بالكرة الذهبية هذا الموسم.
3- رد فعل مميز من دكة البدلاء
رغم الإصابات والاعتماد على لاعبين شباب بسبب الأزمة الاقتصادية، قدّم البدلاء أداءً مرضيًا. من بين الأسماء البارزة: جيرارد مارتن، إريك غارسيا، فيران توريس كبديل لليفاندوفسكي، وفرمين الذي عوّض داني أولمو. الاستثناء السلبي الوحيد كان أنسو فاتي، الذي واصل تقديم إشارات مقلقة بشأن جاهزيته الذهنية والفنية.
4- بيدري ودي يونغ يعيدان هوية الفريق
عاد وسط ملعب برشلونة للتألق بفضل الثنائي بيدري ودي يونغ. بيدري يقدّم مستوى مميزًا منذ بداية الموسم، بينما وجد الهولندي إيقاعه مؤخرًا بعد التعافي من إصابة في الكاحل، في وقت تزامن مع غياب مارك كاسادو.
5- تفوق في جدول الليغا
يدخل برشلونة الكلاسيكو متقدمًا على ريال مدريد بفارق 4 نقاط. حتى في حال الخسارة، سيبقى في الصدارة نظريًا، أما الفوز أو حتى التعادل، خاصة بعد الفوز الكبير 4-0 في الذهاب، فقد يحسم مصير البطولة مبكرًا.
أسباب تدعو للقلق قبل الكلاسيكو
1- بداية المباريات بشكل سيئ
برشلونة اعتاد هذا الموسم على العودة في النتيجة، لكنه فشل في المرة التاسعة ضد إنتر ميلان. الفريق يجب أن يدخل المباريات بتركيز أكبر لتجنّب مطاردة الخصم دائمًا.
2- مشاكل دفاعية متكررة
أسلوب برشلونة الهجومي يفرض مخاطر دفاعية. في لقاء إنتر، أخطأ كوبارسي في لقطة ركلة الجزاء، كما بدا أراوخو خارج الإيقاع، إذ لم يغطِ القائم الأول في هدف أتشيربي، وكان ضعيفًا أمام تورام في هدف الفوز. أمام ريال مدريد، لا مجال لأخطاء من هذا النوع، خصوصًا مع عودة مبابي لمستواه.
3- تراجع مردود بعض الركائز
لامين يامال كان مصدر الخطر الرئيسي، فيما لم يظهر رافينيا بالمستوى المنتظر رغم هدفه. أكثر ما يثير القلق هو وضع ليفاندوفسكي، الذي بدا غير جاهز بدنيًا بعد مشاركته المتأخرة في الوقت الإضافي. رغم تصدره هدافي الليغا بـ25 هدفًا، فإن مبابي يلاحقه بـ24 هدفًا.
4- الإرهاق البدني
فيما خاض برشلونة مباراة شاقة امتدت لشوطين إضافيين، فإن ريال مدريد يدخل الكلاسيكو أكثر راحة. زملاء فالفيردي وتشواميني سيحاولون استغلال ذلك، خاصة في ظل السرعة التي يتمتع بها الهجوم الملكي.
5- ريال مدريد قادم بكامل قوته الذهنية
بعد الخروج من السوبر والكأس، أصبحت الليغا الأمل الأخير لريال مدريد هذا الموسم. الفريق الأبيض سيدخل اللقاء بكل شراسة، وسيحاول استغلال الحالة النفسية الصعبة لبرشلونة، التي بدت واضحة في بكاء بعض لاعبيه بعد نهاية لقاء إنتر.