
يتقدّم لامين يامال بخطى سريعة، مما يجعل الاتفاق الشفهي السابق بين برشلونة ووكيله خورخي مينديز مُتجاوزًا. بعد مراجعات دقيقة وزيارات عمل من مينديز إلى العاصمة الكتالونية، أعلن النادي رسميًا يوم الثلاثاء عن التجديد المنتظر للنجم الشاب، قبل شهرين من بلوغه سن الرشد. عقد طويل الأمد حتى عام 2031، سيبلغ حينها 24 عامًا فقط.
بفضل هذا التجديد، يُعتبر لامين يامال أحد أفضل الصفقات للنادي، كما أشار ديكو المدير الرياضي في مقابلة عبر إذاعة “راك 1”.
برشلونة، بالنظر للوضع المالي الحالي، لا يستطيع شراء لاعب بقيمة يامال التي بلغت 180 مليون يورو، بعد أن تضاعفت خلال أقل من عام. ومع اهتمام دائم من أندية مثل باريس سان جيرمان، يُعد هذا التجديد ضمانًا لمستقبل واعد.
هذا الإنجاز يُحسب لخوان لابورتا، رئيس النادي، الذي بدا سعيدًا جدًا عقب خروجه من مكاتب “سبوتيفاي كامب نو”. ليس من المستغرب أن يشعر بالارتياح، خاصة بعد موسم حافل بثلاثة ألقاب للفريق، ولكن الأهم هو الإبقاء على النجم الأول، القادر على تغيير مسار المباريات، والذي يُشار إليه كأحد أبرز المرشحين لقيادة كرة القدم العالمية خلال العقد المقبل.
تفاصيل مالية مثيرة في عقد لامين يامال الجديد
برشلونة أعلن رسميًا عن تجديد عقد لامين يامال، مع بعض التسريبات حول التفاصيل المالية. العقد الجديد يمتد حتى عام 2031، أي حتى يبلغ اللاعب 23 عامًا. رغم صغر سنه حينها، إلا أنه سيكون قد قضى أكثر من سبع سنوات في الفريق الأول، وهي مسيرة نادرة في عالم كرة القدم الاحترافية.
وفقًا لصحيفة “سبورت” الكتالونية، هناك نية لمنحه القميص رقم 10، رغم أن النادي أو اللاعب لم يعلنا موقفًا رسميًا. القرار قد يُحسم عند بلوغه سن 18 في يوليو المقبل، ما سيُعزز صورة النادي العالمية.
بالنسبة للراتب، تشير التقديرات إلى أن يامال سيتقاضى حوالي 8 ملايين يورو صافي سنويًا، دون احتساب المكافآت. هذه الأخيرة تشمل حوافز تتعلق بعدد المباريات والأهداف. إذا نجح، قد يصبح اللاعب الأعلى أجرًا في الفريق، براتب قد يصل إلى 15 أو حتى 20 مليون يورو سنويًا. يتضمن العقد زيادات سنوية تدريجية، كما كان الحال في عقود ليونيل ميسي سابقًا، مما يعكس التقدير الكبير لموهبة يامال.
نمو سريع للامين يامال
من الصعب التعامل مع نمو لامين يامال السريع. شارك لأول مرة في كامب نو تحت قيادة تشافي، وقدّم أداءً مميزًا مشابهًا لما فعله ميسي قبل 20 عامًا. حاول النادي تجنّب مقارنته بالنجم الأرجنتيني لتفادي الضغوط المبكرة، لكن التطورات على أرض الملعب ألغت أي جدوى من ذلك.
بعد ذلك، استدعاه لويس دي لا فوينتي للمنتخب الإسباني وسجّل في أول مشاركة له أمام جورجيا. والده، منير، احتفل بالهدف في الحي الذي نشأ فيه ابنه. كما عاش لامين في “لا ماسيا” إلى جانب لاعبين آخرين مثل باو كوبارسي وأنسو فاتي وجافي.
أنهى يامال موسمه الأول وهو في طريقه للمشاركة في بطولة أمم أوروبا، وهو أمر يتمناه الكثيرون. في سن 16، شارك في سبع مباريات وسجّل في خمس منها. ومع هانسي فليك، أصبح أحد أبرز المرشحين للفوز بالكرة الذهبية. إذا لم يكن المرشح الأول، فعلى الأغلب لأن التصورات حول مستقبله لم تهتدي بعد.
رغم عدم اشتراطه أن يكون الأعلى أجرًا، إلا أن لامين أصبح في قمة هرم الرواتب داخل الفريق. رئيس النادي اعتبر ذلك طبيعيًا نظرًا لموهبة اللاعب، التي وصفها فليك مرارًا بـ”العبقرية”. مواهبه نادرة في عالم كرة القدم.
خارج الملعب، أصبح أيضًا اسمًا مطلوبًا للشركات الكبرى. أصبح أحد الوجوه الدعائية لشركة “أديداس” بعد انتقاله من “نايكي”، كما يرعاه عدد من العلامات التجارية الأخرى. في الموسم المقبل، سيرتدي الرقم 10، مضيفًا بعدًا جديدًا لصورته الأسطورية الناشئة.
بـ125 مباراة في المستوى الأول، تحطيم يامال لجميع أرقام الموهبة المبكرة، يعكس انطلاقات قطريّة وثقة كبيرة في الأداء. في الدوريات الكبرى، يتفوق على الجميع في عدد المراوغات هذا الموسم (161).
آمال برشلونة في الحاضر والمستقبل تعتمد بشكل كبير على اليافع لامين. ورغم أن عقده الحالي يجعله من نجوم الفريق، إلا أن النادي سيحتاج لمراجعته مرارًا في المستقبل، مما يعني أن لامين قد بدأ لتوّه.. وما زال الكثير قادمًا.