
في زلزال تدريبي مفاجئ داخل مركز فالديبيباس، بدأت تظهر ملامح عهد جديد في أسلوب ريال مدريد تحت قيادة المدير الفني الجديد تشابي ألونسو. حيث اتخذ ألونسو نهجًا فريدًا يصعب تصديقه للوهلة الأولى.
لم تعد السماء مجرد غطاء للتدريب، بل أصبحت أداة تقنية. ألونسو لجأ لاستخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة اللاعبين خلال الحصص التدريبية. فما الهدف الحقيقي من هذا الابتكار؟
الهدف من التحليق فوق النجوم
كما ذكرت صحيفة “ماركا”، فإن ألونسو لا يستخدم الطائرات المسيرة لأغراض الاستعراض، بل يسعى من خلالها لجمع بيانات دقيقة عن كل تحرك، كل تمريرة، وكل تمركز. كل التفاصيل التي قد تبدو بسيطة يتم توثيقها وتحليلها بدقة متناهية.
ألونسو يسعى للسيطرة على كل زاوية في الملعب. هذه “الرؤية السماوية” تمنحه منظورًا جديدًا لم يُستخدم بهذا الشكل من قبل في تاريخ النادي.
أساليب جديدة مقارنة بأنشيلوتي
بينما اعتمد المدرب السابق كارلو أنشيلوتي على الطرق التقليدية وأحيانًا الكاميرات الثابتة، قرر ألونسو كسر القواعد. خلال تجربته السابقة مع باير ليفركوزن، لم يُظهر هذا القدر من الابتكار التكتيكي.
تمنح الطائرات المسيرة ألونسو أكثر من مجرد تسجيل فيديو. إنها توفر له ما يمكن تسميته التحليل الحي من السماء. وحتى الآن، لا يزال التقييم قائمًا حول فاعلية هذه الخطوة، لكن الأكيد هو أن ما يحدث هو بداية تحول جذري.
حصص تدريبية أم ساحة اختبار لتقنيات جديدة؟
الجلسة التدريبية الأخيرة لم تكن عادية. بدأت بتمارين إحماء كلاسيكية، تلتها تدريبات بدنية مكثفة. ولكن الأبرز كان الوحدات المركزة على الاستحواذ، توزيع اللعب، والتحولات الهجومية والدفاعية تحت مراقبة دقيقة من الطائرات.
كأن اللاعبين يتحركون في رقعة شطرنج ضخمة تم رصدها بأسلوب متطور.
ألونسو يبعث برسالة: لن أُهزم بالسذاجة!
يتساءل البعض: هل هي مجرد مبالغة؟ لكن الحقيقة أن خطوة ألونسو تُظهر عقليته بشكل واضح. هو لا يؤمن بالصدف، بل بالتحليل والتطوير. يريد أن يعرف أسباب تعثر اللاعبين، ولماذا لم يغلق المدافع المساحة المناسبة… من الأعلى، كل شيء يصبح واضحًا.
حتى إن لم تُعتمد الطائرات بشكل دائم، فإن المغزى منتقل: تشابي ألونسو يقود ثورة فكرية في التدريبات.
ريال مدريد: فريق فوق العادة
ما يحدث في فالديبيباس ليس مجرد تدريب، بل بداية تجربة قد تغيّر وجه كرة القدم. ريال مدريد، تحت قيادة ألونسو، يسعى لأن يصبح فريقًا يعرف كيف يفوز ولماذا يجب أن يفوز.
وماذا عن المرحلة القادمة؟
السماء لم تعد حدًا، بل هي نقطة انطلاق لعصر جديد في عالم كرة القدم.