قبل أيام قليلة من نصف نهائي ملحق تصفيات كأس العالم 2026 ضد الغابون، يمر المنتخب النيجيري بوقت عصيب. فقد بدأ الفريق، المعروف بـ “النسور الخضر”، معسكره في الرباط لأجل التحضير لهذه المباراة الهامة، آملًا أن تكون فترة التوقف الدولي فرصة لاستعادة توازنه بعد حملة تأهيلية غير مستقرة.
تحتل نيجيريا المركز الثاني في المجموعة الثالثة خلف جنوب أفريقيا، وتدخل هذا الأسبوع في مرحلة حرجة من مشوارها: محاولة الحصول على بطاقة التأهل إلى نهائي الملحق المقرر في العاصمة المغربية، ثم السعي للتأهل إلى المونديال عبر التصفيات القارية النهائية.
مع اقتراب موعد اللقاء، يركز الجهاز الفني على الحفاظ على هدوء الفريق وتعزيز وحدته نحو هدف واحد: إعادة نيجيريا إلى الساحة العالمية بعد غيابها عن مونديال قطر 2022.
لكن الأجواء في الرباط لم تكن كما كان مأمولاً. فقد نشب جدل حول أليكس إيووبي، وتعرض المنتخب لضربة جديدة تمثلت في إضراب جماعي عن التدريب من قبل اللاعبين والجهاز الفني، احتجاجًا على المستحقات المالية المتأخرة.
يطلب اللاعبون صرف مكافآت لمباريات لم تُسدّد منذ عدة أشهر، وهي مشكلة متكررة في كرة القدم النيجيرية. تأتي هذه الخطوة قبل أيام قليلة من مواجهة الغابون، مما يعكس أزمة أعمق داخل الفريق تؤثر على استقراره الفني.
فيديو يثير الجدل
في خضم هذه الأجواء المشحونة، نشر أليكس إيووبي مقطع فيديو يوم الأحد عبر “سناب شات”، بدا فيه وكأنه يسخر من مستوى الفندق الذي يقيم فيه المنتخب في الرباط. ردود الفعل على الفيديو كانت قوية، وخاصة من الجماهير المغربية التي اعتبرت تصرفه غير محترم. تم توجيه اللوم للاعب لأنه ألقى باللوم على اختيار الفندق، والذي يعتبر مسؤولية الاتحاد النيجيري.
استجاب إيووبي سريعًا لتصاعد الجدل، مبررًا أنه لم يكن يقصد أي إساءة، وأنه كان يلعب فقط. ومع ذلك، تعكس هذه الأزمات المختلفة هشاشة المنتخب النيجيري الذي لا يزال يمزق بين الطموحات والمشاكل الهيكلية.
بالرغم من وجود لاعبين ذوي مهارات عالية في الفرق الأوروبية الكبرى، يبقى استقرار المنتخب النيجيري على المحك، ما يزيد من تعقيد مهمة التأهل إلى كأس العالم 2026.
لذا، فإن مباراة الغابون يوم الخميس المقبل في ملعب مولاي الحسن تمثل اختبارًا حقيقيًا للنضج والصلابة، وكذلك فرصة لإثبات أن هذا الجيل قادر على تجاوز أزماته واستعادة أمجاده السابقة.
