Une manifestante brandit une pancarte sur laquelle est écrit « Investissez dans les cerveaux, pas uniquement dans les matchs », lors d’une manifestation organisée par le mouvement GenZ 212, à Casablanca, au Maroc, le 6 octobre 2025. <span class="article__credit" aria-hidden="true">ABDEL MAJID BZIOUAT/AFP</span>
الاحتجاجات في المغرب: مطالب بمستشفيات أفضل بدلًا من استادات ضخمة
المظاهرات في المغرب شهدت بدايتها في نهاية سبتمبر، حيث يتطلع الشبان المغربيون لخيارات أفضل في الرعاية الصحية والتعليم، مع شعارات مثل “نريد مستشفيات، وليس فقط استادات”. يوم السبت الماضي، تم تنظيم اعتصامات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بتحسين النظام التعليمي والصحي وطلب استقالة حكومة عزيز أخنوش. وقد أثار هذه الاحتجاجات وفاة عدد من النساء بعد الولادة في مستشفى الحسن الثاني بأكادير الشهر الماضي.
يحتج المتظاهرون على الفجوة بين احتياجات المواطنين والاستثمارات التي تفضلها الحكومة، خاصة في ما يتعلق بالمبالغ المدفوعة لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025، بعد كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال. نقدم لكم مفاتيح لفهم هذا النقاش بشكل أفضل.
كم سيتكلف المغرب تنظيم كأس العالم 2030؟
سيتجه المغرب لاستضافة اثنين من أكبر بطولات كرة القدم في المستقبل القريب. في عام 2023، منح الفيفا تنظيم كأس العالم 2030 لإسبانيا والبرتغال والمغرب. وسيكون المغرب أيضًا الدولة المستضيفة لكأس الأمم الأفريقية القادمة التي تبدأ في 21 ديسمبر 2025، مما سيشكل تجربة مهمة للمملكة تحت قيادة الملك محمد السادس.
في جميع أنحاء المغرب، بدأت أعمال التجديد والبناء لتلبية متطلبات الفيفا لاستضافة كأس العالم. تتطلب المنظمة الدولية لكرة القدم، على سبيل المثال، أن يمتلك المنظمون 14 استادًا مع عدد من المقاعد وفقًا لمراحل البطولة: 40,000 مقعد لمراحل المجموعات، و60,000 لمباريات نصف النهائي، و80,000 لافتتاح المباراة والنهائي.
إليك أبرز البنود التي ستكلف المغرب في تنظيم كأس العالم 2030:
- أكثر من 9 مليارات يورو لاستكمال خط القطار السريع من طنجة إلى الدار البيضاء حتى مراكش، وشراء 168 قطارًا، وتطوير شبكة النقل الحضري في الدار البيضاء والرباط ومراكش.
- حوالي 4 مليارات يورو تُنفق على تجديد المطارات في الدار البيضاء ومراكش وأكادير وفاس، لزيادة القدرة الاستيعابية للركاب إلى 80 مليون بحلول عام 2030.
- ما يقرب من 2.4 مليار يورو لتطوير 130 مركز تدريب، وإعادة تأهيل ستة استادات، وبناء استاد الحسن الثاني قرب الدار البيضاء، الذي سيصبح الأكبر عالميًا بسعة 115,000 مقعد.
ستمثل هذه الاستثمارات تحديًّا حتى انطلاق كأس العالم 2030، حيث كان ميزانية المغرب في عام 2025 قد بلغت حوالي 721.3 مليار درهم مغربي (67.2 مليار يورو).
لماذا تكلف تنظيم كأس العالم هذا القدر الكبير؟
تتحمل الدول الأكثر تطورًا تكاليف أقل عادةً لتنظيم كأس العالم مقارنةً بالدول النامية، حيث تمتلك مرافق وملاعب تدعم استضافة ملايين الزوار. على سبيل المثال، أنفقت فرنسا 2.3 مليار دولار (حوالي 2 مليار يورو) لتنظيم كأس العالم 1998، وأنفقت ألمانيا 4.3 مليار دولار (حوالي 3.7 مليار يورو) لكأس العالم 2006.
في حين أن التكاليف المتوقعة للمغرب بحلول 2030 تبدو مرتفعة، إلا أنها لن تعادل 220 مليار يورو التي أنفقتها قطر لتنظيم كأس العالم 2022.
كيف يبرر الحكومة المغربية هذه النفقات؟
أكد فوزي لقجع، وزير الميزانية ورئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، أن المغرب يحتاج إلى إجراء هذه النفقات، مشيرًا إلى ضرورة تحسين قدرة مطاراته، موضحًا أن توسعة خط القطار السريع ستغير حياة المغاربة بشكل كبير.
لكن النقاش يدور حول ما إذا كانت المنشآت الرياضية ستصبح “فيلة بيضاء”، وهي ملاعب تم بناؤها تحديدًا لأحداث رياضية ولكنها تستهلك المزيد من التكاليف بعد ذلك. هذه الأماكن، التي قد تبقى فارغة بعد انتهاء المنافسات، تحتاج لصيانة مكلفة. لهذا السبب، كان من المتوقع أن تتفكك قطر استاد 974 بعد كأس العالم 2022، لكن هذا لم يحدث بعد.
لماذا لا يزال من الصعب إقناع الجمهور بالفوائد الاقتصادية؟
قد يبدو أن وجود السياح من جميع أنحاء العالم يؤدي إلى فوائد للدول المستضيفة بعد تنظيم كأس عالم، لكن العديد من هذه النفقات تعد غير متوازنة أو تعاني من العجز. على سبيل المثال، لم تستفد البرازيل من أولمبياد 2012 أو كأس العالم 2014.
تشير الأبحاث إلى أن الفوائد تأتي غالبًا من الإرث والترويج لفرص السياحة وجذب الاستثمارات الخارجية بعد الضجة الإعلامية التي تثيرها هذه الأحداث.
