لم يكن بعيدًا ذلك الوقت الذي اعتُبر فيه كأس العالم بالنسبة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو القمة التي تعكس مسيرة المجد، أو الجائزة التي يمكن أن تضع نقطة النهاية في قصة أسطورية مليئة بالإنجازات.
لكن في تطور مفاجئ، أعاد رونالدو التفكير في هذا الحلم، مؤكّدًا أن تاريخه الحافل لا يقل قيمة إذا لم يحقق لقب المونديال، وأن البطولة لن تضيف الكثير إلى إرثه بالفعل المذهل.
منذ بداياته، كان كأس العالم بالنسبة لكريستيانو رونالدو الهدف الأكبر، واللمسة الأخيرة على لوحة مجده الكروية. سابقًا، كان يصف البطولة بأنها حلمه الأجمل، وكان يسعى لإنهاء مسيرته بحمل الكأس الأغلى.
ورغم تقدمه في العمر واقترابه من الأربعين، لم يُخف الدون رغبته في المشاركة مع منتخب بلاده في نسخة 2026، مؤكدًا أن التتويج باللقب لا يزال على رأس أولوياته. كما أعرب زملاؤه في المنتخب البرتغالي، أمثال روبن نيفيز وبرناردو سيلفا، عن رغبتهم في رؤية رونالدو يحقق هذا الإنجاز.
الواقع مقابل الطموح
لا شك أن كأس العالم من أعظم البطولات على مستوى كرة القدم، وتضيف إنجازًا كبيرًا لأي لاعب يرفع الكأس مع بلاده. ولكن عدم التتويج بها لا يقلل من قيمة بعض الأساطير.
لطالما وُجدت مقارنات بين رونالدو ونخبة اللاعبين مثل ليونيل ميسي وبيليه، وكان يُعتقد أن الفوز بالمونديال سيوضعه على قدم المساواة معهم. لكن الواقع يثبت أن التاريخ الكروي لرونالدو مليء بالإنجازات والألقاب مع الأندية والمنتخب، فضلًا عن سجله التهديفي الاستثنائي، ما يجعل مكانته الذهبية ثابتة بغض النظر عن لقب كأس العالم.
تصريحاته الأخيرة: تناقض أم نضج؟
فاجأ كريستيانو رونالدو الجميع مؤخرًا بتصريحات مختلفة تمامًا عن رؤيته السابقة، مؤكدًا أن الفوز بكأس العالم ليس حلمه الآن، وأن البطولة ما هي إلا ست أو سبع مباريات وليست معيارًا لتحديد أعظم اللاعبين في التاريخ.
يبدو أن هذه التصريحات محاولة لإعادة تقييم قيمة المونديال بالنسبة له، أو ربما وسيلة للتعامل مع خيبة الأمل بعد النسخ السابقة. لكنها لا تمحو حقيقة أنه عاش سنوات طويلة يسعى لتحقيق هذا الحلم، وعلّق آمال الملايين عليه لتحقيق المستحيل.
ترتبط صورة رونالدو دائمًا بمنافسه الأرجنتيني ليونيل ميسي، خاصة بعد تتويج الأخير بكأس العالم 2022 في قطر، في الوقت الذي ودع فيه رونالدو البطولة مبكرًا مع البرتغال على يد المغرب. يرى بعض المشجعين أن ميسي حسم الصراع، بينما يظل جمهور رونالدو متفائلًا برؤيته يرفع الكأس في نهاية مسيرته.
مسيرة كريستيانو رونالدو في المونديال
شارك رونالدو في خمس نسخ من كأس العالم (2006، 2010، 2014، 2018، 2022)، دون أن يحقق اللقب، وكان أبرز إنجازاته المركز الرابع في نسخة 2006. شارك في 22 مباراة سجل خلالها 8 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين.
على المستوى الدولي، توج رونالدو مع البرتغال بـ3 ألقاب رئيسية: كأس الأمم الأوروبية مرة واحدة ولقبي دوري الأمم الأوروبية. كما أنه الهداف التاريخي للمنتخبات العالمية برصيد 143 هدفًا وأكثر لاعب مشاركة مع المنتخب بـ 225 مباراة.
رونالدو يواصل رحلته مع المنتخب البرتغالي، ومن المتوقع أن تضيف الفترة المقبلة المزيد من الإنجازات الفردية والجماعية إلى مسيرته الخالدة.
